رغم مرور مئتي عام على رحيله، ما يزال شبح ماركس يلقي بضلاله على العالم. تظهر أفكار ويشتدّ الزخم حولها كلّما عصفت بالعالم أزمة اقتصاديّة، في تذكير دائم بأهميّة ما طرحه. في ذكرى رحيله الرمزيّة، انعقدت في تونس، بين 19 و21 أكتوبر 2018، ندوة دوليّة فريدة من نوعها في العالم العربيّ، تحتفي بالمنظّر عبر استطلاع أفكاره من مناظير علميّة مختلفة، ليكون بحقّ ماركس “بلا ضفاف”، وفق عبارة المفكّر سمير أمين.
جاءت الندوة بتنظيم من مخبري “بحوث في التنوير والحداثة والتنوّع الثقافيّ و”فيلاب”، بالشراكة مع مكتب التعاون الأكاديميّ لمؤسسة روزا لكسمبورغ. طيلة ثلاثة أيام، تداول المشاركون، بنسق حثيث، 38 ورقة قُدمت أمام جمهور متنوّع، شمل طلبة وباحثين ونشطاء في المجتمعين المدنيّ والسياسيّ. توزعت المداخلات، التي قدّمها أساتذة من تونس وأقطار عربيّة وغربيّة، بين سبعة محاور: ماركس والماركسيات: من تكوين الفكر إلى استقباله، أشباح ماركس وممانعات الرأسمالية، الماركسية وتحولات في الاستلاب، قضايا “الجدلية” وقضايا “المادية التاريخية”، الماركسية: هل هي علم أم إيتيقا الثورة؟، ماركس واستمرار سؤال الدين، والمركزية الأوروبية والكونية عند ماركس.
في إطار نشر المعرفة بشكل مفتوح، ينشر الموقع الإلكترونيّ لمكتب التعاون الأكاديميّ بمنظمة روزا لكسمبورغ تسجيلات المداخلات والنقاش حولها في شكل فيديو، كما ينشر ورقات مختارة في شكل كتاب ورقيّ وإلكترونيّ.
